تدريس الفن للأطفال
أن عملية تدريس التربية الفنية لها جانبها الخلقي كما أن لها جانبها العلمي والمهني وما لم يدرك المعلم هذه الجوانب بثقافة واعية فأنه سيتخبط حتماً في نتائج مفتعلة مزيفة تجعله ينحرف عن الطريق السوي ، أن تدريس التربية الفنية شأنه شأن أي مادة أخرى تكون في المتعلم عادات واتجاهات متطورة إذا كانت العمليات التي يزاولها الطالب في حصص الرسم والأشغال ابتكاريه ومؤسسه على فهم أصيل لطبيعة فنون الأطفال ومراحل نموهم أما ضرب المعلم بهذه الاتجاهات والعادات عرض الحائط فلا أمل في نمو الطلاب في الاتجاه السليم وسوف يؤثر ذلك على ذوق الطفل وثقافته الجمالية .
لذلك تنتشر في بعض المدارس موجة لتزييف فن الطلاب وينتهي التزييف عادة بنتائج غير أصيلة مما يؤثر على شخصية الطالب ويسلب عمل الطالب ماله من مميزات كبراءة التعبير والانفعالات التلقائية المتدفقة ولهذا التزييف عدة طرق منها :
1. تدخل المعلم باستخدام يده لإصلاح نتائج الطلاب وجعلها تقترب نحو المظهر العام لفن البالغ .
2. تشجيع المعلم للطلاب بتقليد بعضهم بعضاً لإرضاء المعلم .
3. عرض وسائل الإيضاح لمدة طويلة فتطبع آثارها على مخيلة الطلاب .
4. ترك نتائج الطلاب معلقة على الجدارن لمدة طويلة دون تغير بين وقت وأخر ليجدد خبرة الطلاب ويوسع في تذوقهم.. ولذلك فأن الطلاب يكونون عادات الحفظ الآلي لما هو معروض أمامهم الذي يسهل عليهم ملء فراغ لوحاتهم بطريقة سريعة لا تفكير ولا ابتكار فيها ، ونتيجة هذا كله أن المحاكاة تغلب على الإبداع والخلق ويتلاشى فن الطفل الأصيل ويحل محله أداء مزيف هو ثمرة لعقلية المدرس غير الفاهم الذي بدلاً من أن يساعد على النمو الأصيل لفن الطفل فأنه يتدرج في تشويهه وتزييفه ويترتب على ذلك نتائج عديدة في المجتمع .
فعلى المعلم أن لا يهتم بالفن كغاية في حد ذاته و أنما بشخصية الطالب أولاً ويتخذ من الفن وسيلة لتنميتها .